كتب - شريف سمير و فاطمة محمود :
من تقاليد الحرب احترام الأسري وما يحدث في الأراضي المحتلة أكبر دليل علي أن هناك طرفا يحترم هذا المبدأ، وآخر ينتهكه .. وتجسد ذلك بوضوح فى الفارق بين ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية فى معاملة الأسري الفلسطينيين على نحو ينطق بالخسة والانحطاط، وبين فروسية حركة حماس التى تجلت فى إكرام المحتجزين والرهائن الأجانب إلى حد أن بعضهم اعتنق الإسلام اقتناعا بمبادئه السمحة، و عرفانا بما سجلته المقاومة الفلسطينية من مواقف تقدس الكرامة وتنصر الإنسانية.
وانتشرت بغزارة صورة تظهر جنديا من قوات الاحتلال الإسرائيلي يستجوب أسيرا فلسطينيا جالسا أمامه، مرتديا ملابسه الداخلية فقط، وكانت الصورة داخل مدرسة في حي الرمال شمال غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الجندي الذي نشر الصورة، من قوات الاحتياط، وتم تسريحه من الخدمة، فيما حثت إدارة الرئيس الأمريكى جون بايدن جيش الاحتلال علي "الالتزام بالمبادئ الإنسانية ومحاسبة من ينتهكونها".
وأعلنت مصادر فلسطينية تعرفها علي المحتجز وقالت إن اسمه "حمزة"، مشيرة إلي مقتل والدته وشقيقه وشقيقة زوجته وابن شقيقه البالغ من العمر عامين.
وعلي الجانب الآخر، يظهر تعامل حركة "حماس" الفلسطينية مع المحتجزين الإسرائيليين بكل إنسانية تعبر بصدق عن فروسية ونبل العرب وسماحة المسلمين، حيث أقر المحتجزون بأن الحركة أحسنت معاملتهم، وأنهم "لم يتعرضوا لأي نوع من العنف أو الإهانة".
وتظهر شهادة الأسيرة الإسرائيلية المسنة ليفشيتس المفرج عنها نهاية أكتوبر، وفاجأت الجميع خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد إطلاق سراحها، قائلة :"لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيبا لفحصنا ومضمدا لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح".
وقال متحدث في قناة ال13 الإسرائيلية ألون بن دافيد، إنه بعد سماع شهادة المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم، "يشعر بالخجل".
نموذج آخر يرسخ فى الأذهان صورة حماس المضيئة وسمعتها القتالية، بظهور الأسري الإسرائيليين وهم يودعون مقاتلى حماس عند وصولهم لسيارات الصليب الأحمر ، وكأنهم يودعون أصدقاءهم وليس وداع أسرى لمحتجزيهم.
وظهر في فيديو سيدة برفقة فتاة صغيرة يبدو أنها ابنتها، وهما تلوحان بالوداع لحماس، والإبتسامة تزين وجهيهما، فيما ودعمها مقاتل حماس الذي أخفي وجههه خلف قناع، لكن ظهر الود في نبرة صوته أثناء الوداع، وهو مشهد يجعلك تتيقن من أن هؤلاء الأسري لاقوا معاملة جيدة خلال فترة احتجازهم لدى المقاومة الفلسطينية، وهي مشاعر قد تختفى أو تتحول إلى النقيض من الاحتقار والعار عندما يعلمون ما اقترفه جنود الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، وتحديدا عندما تقع أعينهم على صورة الأسير العارى من كل شئ .. وبالأخص آدميته!!